الاقباط هم سكان مصر الاصليين

اخوتي واخواتي الاحباء متابعي مدونتي المتواضعة . اكتب اليكم من مكتبة كلية اللاهوت التي ادرس بها . 

واحب ان اوجه تحية لكل اخوتي في المسيح في مصر الحبيبة من اخوكم العراقي جهاد حسن. 

انا الان اقرأ في كتاب اسمه "علم الاخلاق المسيحية (الجزء الثاني)" للكاتب  الدكتور القس فايز فارس 

وصلت للصفحة رقم 81 من الكتاب وهي تتكلم عن احداث تاريخية تركت بصماتها على حياة الاقباط في مصر. 

يبدأ هذا الفصل بمعلومات جميلة تبين ان الاقباط هو اسم المصريين الاصليين. احب ان اشارككم بهذا الاقتباس. 

كما هو معروف يستخدم لفظ "الأقباط" للإشارة الى مسيحيي مصر. وكلمة "قبطي" في ألأصل معناها "مصري"، وهي مشتقة من اللفظ اليوناني "ايجبتوس" (Aigyptos)  الذي وصف به اليونانيون مصر ونهر النيل. هذا اللفظ هو تحريف بسيط للأسم المصري القديم لمدينة "ممفيس" وكان اسمها "ها _ كا_ بتاح" ومعناها "هيكل روح بتاح"، الذي كان إله كل الخليقة في ألأساطير المصرية القديمة, وكان المعبود الاول في ممفيس وعند الفتح العربي على مصر أطلع العرب على سكان مصر لفظ "ألأقباط".




اعلم ان هذه المعلومة معروفة لدى الكثيرين منكم 


ولكنني اعلم ايضا ان هناك الكثيرين ممن لا يعرفون هذه المعلومات. 


وفي الختام صلاتي ان يحفظ الرب مصر واهلها جميعا من كل شر. 


اخوكم 
جهاد حسن 
العراق
إقرأ المزيد Résuméabuiyad

هنا يرقد أتفه رجل فى العالم أين هو من عظمة الخالق


تم وضع أتفه رجل في العالم تحت الأقدام لتمجيد الرب
+إنه شاب أسبانى ورث عن أبيه عدة ملايين من الدولارات وتزوج من فتاه جميلة أكثر منه ثراء.....وبعد سته شهور من الزواج توفيت الزوجة وورث زوجها كل ثروتها وقال لنفسه :" هذا نصيبي ولن أتزوج ثانيه وسأخصص كل أموالى لمن هم في حاجة إلى المساعدة".

وابتدأ بالقصر الذى كان يقيم فيه بأن تركه وأعده دار ضيافة لكبار السن يأكلون و يشربون و ينامون فيه مجانا بلا مقابل حتى يلقون ربهم.

وقام ببناء أكبر مستشفي في أسبانيا أسماها " مستشفي السامرى الصالح " و إستعان بأكبر الخبراء في تشيد المستشفي وإعدادها على أحدث النظم من ناحية الغرف والعمليات وآلالات جراحية والطعام. وكانوا يعاملون نفس معاملة بيت الضيافة

فيعالجون ويأكلون وينامون بلا مقابل و خصص لنفسه حجرة فى المستشفي لإقامته. وكانت مهمته الوحيدة هى خدمة المرضي ،. و على مسافة قريبة من المستشفي قام ببناء كنيسة تعتبر من أجمل كنائس أسبانيا من ناحية روعة المبانى واللوحات الزيتية و الزجاج الملون تحيط بها حديقة جميلة . و كانت ابواب الكنيسة تظل مفتوحة طوال ايام الأسبوع نهارا وليلا يأتى إليها الكثيرون للصلاة والتأمل والاستماع إلى التراتيل الدينية و الألحان . وفي كل أحد كان الرجل يذهب في الصباح الباكر إلى المزارع ويشترى الورد والأزهار و يتوجه إلى الكنيسة
وينسقها ويقوم بتوزيعها في أرجاء الكنيسة لينعم الشعب برائحتها أثناء القداس

+وفي أحد الأيام ذهب إلى مصنع الرخام واشترى قطعة كبيرة و حفر عليها بضع كلمات ووضعها داخل إحدى غرف المستشفي التى أغلقها و أحتفظ بمفتاحها معه . وكتب وصية من ثلاث صور أودع إحدها في دار الضيافة والثانية في الكنيسة والثالثة في المستشفي .

+ و في هذه الوصية طلب شيئا واحدا إنه عند وفاته يدفن تحت مدخل الكنيسة بحيث يمر الداخلون إليها على قبره و أن توضع قطعة الرخام فوق القبر . وكان طوال الأسبوع لا عمل له إلا الاطمئنان على المرضي في عطف و سرور و نشاط فإذا امتدحه أحد قال " ما أنا سوى عبد يحاول أن يتشبه بسيده الذى غسل أرجل تلاميذه " و يوم الأحد يخصصه للعباده طوال حياته . فلما مات دفنوه حسب رغبته أسفل مدخل الكنيسة وذهبوا إلى المستشفي و أحضروا قطعة الرخام ووضعوها فوق القبر طبقا للوصية وقد وجدوا جملة مكتوب عليها
 
 " هنا يرقد أتفه رجل فى العالم أين هو من عظمة الخالق ؟!
 إدعوا له عند دخول الكنيسة



إقرأ المزيد Résuméabuiyad

لا نستحق الرحمة .... لكن انت رحيم يا الهي


http://www.filketab.com/wp-content/uploads/6%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%AA.gif


قيل إن سيدة وقفت أمام نابليون بونابرت تشفع بدموعها في ابنها الذي ارتكب جرمًا عظيمًا يستحق عقوبة قاسية. - إني أعلم أنك إنسان رحوم، فأرجو أن تعفو عنه هذه المرة. - إني أحب الرحمة، وقد صفحت عنه في المرة السابقة. - اصفح عنه أيضًا في هذه المرة. - إنه لا يستحق الرحمة، فقد استهان برحمتي السابقة. - أنا أعلم أنه لا يستحق الرحمة، لكنك أنت رحوم. - كيف أقدم الرحمة لمن لا يستحقها؟ - إن قُدِّمت الرحمة لمن يستحقها لا تُحسب رحمة، لكن الرحمة الحقَّة هي التي تُقدم لمن لا يستحقها. صمت نابليون قليلاً ثم قال لها: "لقد أدركت الآن ما هي الرحمة، لذا قررت العفو عنه!"

هذه هي احساسات الرسول بولس وهو يقول: "ونحن أعداء قد صولحنا مع اللَّه بموت ابنه" (رو 10:5)، فقد تحققت مراحم اللَّه بالعفو عنَّا ومصالحتنا مع اللَّه ونحن أعداء ومقاومون له! أعطيناه القفا فأعطانا وجهه، قاومناه بكل طاقاتنا فبذل حياته لأجلنا... أحبنا أولاً حتى نذوق مراحمه المجانية فنتقبله فينا، عندئذ نفتح قلوبنا بالمراحم والحب له، بل ولكل البشرية، فنرحم من نحسبه لا يستحق الرحمة، ونُحب من نظنه لا يستحق حبنا!
أشكرك يا رب لأنك بالحق رحوم! رحمتني أنا غير المستحق الرحمة. فتحت أبواب أحضانك أمامي أنا الهارب من وجهك، جذبتني بالحب إلى أحشائك الملتهبة بنار الحب! تصهر طبيعتي القاسية وتُجددها، أحمل شركة الطبيعة الإلهية، فتفيض المراحم من أعماقي لمن لا يستحق المراحم! ويشرق الحب من داخلي على من يبدو غير مستحقٍ لحبي! تُحوّل أعماقي إلى مراحم لا تعرف الحدود، ويتحول كياني إلى نار حبٍ لا تستطيع كل مياه العالم أن تطفئها! أنت الحب كله... اجعلني بالحق محبًا ورحومًا!
إقرأ المزيد Résuméabuiyad

يسوع والفريسيين واساليب التعليم


الفهرس
المقدمة
2
اولا: الفريسيين كمثال سيء للمعلم
3
الفساد والمساومة على الحق الكتابي
3
الكبرياء
5
الرياء
6
ثانياً: الرب يسوع المثال الاول للمعلم الصالح
7
المعلم القدوة
7
استخدام القصة او المثل
9
اسلوب المحاضرة
11
اسلوب الاسئلة
12
التلمذة الشخصية
13
الخاتمة
16
المصادر والمراجع
17






المقدمة
سوف نأخذ في بحثنا المتواضع هذا مثالين من العهد الجديد للمعلمين احدهما مثل سلبي ويتكرر الان في وقتنا الحاظر في الكنائس والاخر ايجابي وهو موجود في البعض وان لم يكن بنفس المستوى الذي سوف نسلط الضوء على مثاله وقد اخترت معلمين اليهود من الكتبة والفريسيين كمثال سلبي عن معلمي كلمة الرب واخترت المعلم الاعظم الرب يسوع المسيح كمثال ايجابي للمعلم الصالح. وسوف ابدأ بالجانب السلبي في معلمي الشريعة اليهود ولن اتكلم عنهم كثيرا فقط سأسلط الضوء على الاخطاء التي اقترفوها كمعلمين لكلمة الرب والتي نقع بها اليوم في كنائسنا بصورة مباشرة او غير مباشرة.






اولا: الفريسيين كمثال سيء للمعلم:
من المهم في البداية ان نذكر بأن بداية الفريسيين لم تكن بداية سيئة فقد اكتسبوا اسمهم من اشتقاق لفعل عبري «فرش»[1] يعني الفرز لانهم فرزوا انفسهم عن حياة الشر وتزمتوا واعتزلوا عن كل جماعة لا تهتم بالناموس واختاروا الطاعة الكاملة للناموس في بداياتهم ويعتقد انهم ظهروا كفرقة مستقلة بعد ثورة المكابيين سنة 135 ق.م.[2] وقد وجدت ان من المهم ذكر هذا الامر لنعرف ان الفريسيين لم يبدأوا بالصورة التي وجدناهم فيها في العهد الجديد بل بدأوا بمحبة حقيقية لكلمة الرب لكن نلاحظ ان وقوعهم بالاخطاء التي سنذكر بعضا منها هو ما جعلهم معلمين غير صالحين لتعليم كلمة الرب. وهذا ما يحصل اليوم مع اغلب المعلمين الذين فقدوا صلاح تعليمهم فقد كانت بداية الاكثرية صحيحة وبدافع محبة الرب وتحولوا عن طريقهم الاول حين استسلموا لرغباتهم ولذواتهم على حساب الحق الكتابي.
1.    الفساد والمساومة على الحق الكتابي: وهذه في رأيي من اخطر الامور التي يسقط بها خادم الرب ومن يعلّم كلمته، ونلاحظ ان المعلمين والكتبة قد برهنوا عدم احترامهم لكلمة الرب بأعمالهم المستميتة للأيقاع بالرب يسوع المسيح مثل حادثة الزانية التي امسكت بذات الفعل حيث ان النصوص توضح ان العقوبة على الزاني والزانية ولكنهم ارادوا الايقاع بالرب يسوع بأي وسيلة وقبل يسوع ايضا فقد اخذ الفريسيين الكثير من قوانين الشريعة المختصة بالكهنة واللاويين والزموا كل يهودي بها واضافت الكثير من التعاليم والاحمال على اكتاف اليهودي العادي وهم لم يكونوا مستعدين لحملها (مت 23: 4)[3]، والامر الاكبر من ذلك انهم كانوا يطلبون شهود زور حين كان الامر يقتضي ذلك ويخالفون احدى الوصايا العشر التي اعطاها الرب لموسى وهي لا تشهد بالزور، وفي محاكمة يسوع كانوا يطلبون شهود زور لكي يدينوا الرب وايضا دفعوا الرشوة ليهوذا لكي يسلم الرب يسوع اليهم، ما اخطر الوقوع في الفساد حينما نكون في منصب تعليمي مهم وما اخطر الرسالة التي نوجهها لمتعلمينا حين يكتشفون اننا نعلمهم ما لا نطبقه. والشئ المؤسف ان هناك من الخدام والمعلمين المسيحيين في يومنا هذا وانا اعرف بعضهم شخصيا قد وضعوا على عاتقهم تشويه صورة الكثير من الاخوة الذين يخدمون في نفس مجال خدمتهم وبدل ان يجتهدوا في ان يقدموا كلمة الرب لتلاميذهم والكنائس التي يعلمون فيها انشغلوا في نشر اشاعات وكلام سلبي ضد معلمين اخرين واحد هؤلاء القسس المعروفين كان سبب انقلابه على الخادم الاخر وتشويه سمعته بين الخدام والكنائس هو سوء تفاهم شخصي بخصوص الخدمة فما كان من القس الا ان اعلن الحرب ضد الخادم الذي خالفه الرأي في امر اقل من ثانوي. فأثر هذا التصرف انتج مع الوقت خدام «نمامين» يتكلمون على هذا وذاك بدون الشعور بأن هذه النميمة خطية عليهم ان يتوبوا عنها ففساد فكر ونية من علمهم نقل العدوى اليهم. فالكتاب المقدس وبخ هذه الامور بشدة ليعطينا درسا لكي لا نقع بها مجددا في كنيسة المسيح.
2.    الكبرياء: ان الكبرياء هو من الامور الخطرة التي تواجه كل معلم وخادم خصوصا بعد نجاح خدمته ومن مثال الفريسيين نجد انهم وقعوا بفخ الكبرياء الذي جعل منهم سبب عثرة وتشويه للحق الكتابي فقد كان مصدر كبريائهم الفروض التي ابتكروها والتي لم تدون في اسفار الشريعة ففي بدايتهم كانت تعاليمهم المتناقلة شفويا سبب احترام وتقدير لهم ولكن مع الزمن اصبحت تعاليمهم تهتم في ما هو ثانوي واهتمامهم كان بالامور الخارجية ولم يهتموا بتغيير داخل الانسان، فكانوا يجملون صورتهم خارجيا وفرضوا فروضا جعلوا لها قدسيتها وكأنها الطريق للخلاص وبسبب كونهم هم من يطبقون هذه الفروض « ظاهريا » تكبروا واصبحوا يحتقرون كل من لم ينتسب الى طائفتهم.[4] كلنا كخدام مسيحيين حينما نقرأ عن الفريسيين ننتقدهم وننتقد تصرفاتهم، ولكن لو نظرنا الى حال كنائسنا اليوم سنجد ان الكثير من معلمين كلمة الرب اليوم يقعون بنفس الفخ حيث انهم يحتقرون الطوائف «الانجيلية قبل الطقسية» الاخرى ويحقرونها ويطلقون حولها الادانات والشائعات وينتقدون عقائدها التي لا تتوافق مع عقائدهم وبالتالي يخلقون شعبا متحييزا ومتكبرا ولا محبة في قلبه تجاه اخوته الاخرين الغير منتمين لكنيسته وطائفته. عدا عن وجود خدام نجد دائما في كلامهم كلمة «أنا»، قمت بخدمات كذا وكذا وخلص على يدي اعداد من الناس وقمت بكذا وكذا، ويتجاهلون اعطاء المجد لله وان قالوها احيانا شفهيا لكن قلوبهم مملوءة بكبرياء مرتفع بأنهم افضل من غيرهم اذ قاموا بأمور عظيمة، امر خطير جدا ان يقع المعلم بفخ الكبرياء لان المتكبر في الكثير من الاحيان لا يقدر ان يشخص حالته بأنها كبرياء ويعتقد بانه غير متكبر لكن يقول الصواب، والله حذرنا من الكبرياء حتى انه قال انه يقاوم المستكبرين (ابط 5: 5).
3.    الرياء: بحسب ما نلاحظه في العهد الجديد ان الرب يسوع وجه توبيخاته وانتقاداته الكثيرة للفريسيين بسبب ريائهم فهو لم يكن معاديا من تعاليم المجمع لأنها كانت من ضمن التعاليم التي اعطاها الرب لموسى وفي (متى 23: 2-3 ) نجد ان الرب يسوع لم يعلم الناس ان لا يتبعوا ما يعلموه لهم من تعاليم كتابية في المجمع لكنه كان ينتقد ريائهم اي عدم سلوكهم بالمعايير التي وضعوها للبر بل كانوا يحملونها للاخرين لا يطبقونها هم انفسهم.[5] وكالعادة حين نقرأ عنهم ننتقدهم ولكن لو نظرنا الى حالنا اليوم في كنيسة المسيح، كم من المرات نعلم ما لا نطبقه وكم من المرات كمعلمين نحمل الاخرين احمالاً لا نحملها نحن ان كان في مجال مدارس الأحد الى الشبيبة الى درس الكتاب والخدمات العامة كالوعظ ايام الاحد وحتى في مدارس اللاهوت فالمتعلم يلاحظ المعلم ويعرف ان كان معلمه يطبق ما يطلبه من المتعلم ام انه يدعي ذلك فقط. كم من المرات نسمع تعليما عن الكذب من معلمين نعرف انهم يكذبون في بعض الاحيان. وحتى كمعلمين كل شخص يعرف نفسه كم من المرات يعلم عن القداسة والطهارة وافكاره مليئة بالشر والشهوات. فالمسيح شدد كثيرا في العهد الجديد على الرياء وانتقده بشدة حتى انه شبه الفريسيين بقبور مبيضة من الخارج ومملوءة نجاسة من الداخل لم يذكر لنا الوحي هذه الكلمات الا لكي نتعض منها ولا نكررها في حياتنا في كنيسة المسيح.
اذن يتلخص لنا من ما ذكرناه ان الفريسيين موجودين نوعاً ما اليوم في الكنيسة ويعلمون كلمة الرب ولكنهم معلمين يكونون حجر عثرة اكثر من بركة لمن يعلمونهم لذلك علينا ان ننتبه لما نعلمه لرعيتنا هل نعلم الحق الكتابي ام اننا نعلم ما يروق لنا ويرضي غرورنا وطموحاتنا الخاصة، والجوانب السلبية التي ممكن ان نستخلصها من معلمي اليهود في ايام المسيح عديدة ولا اقول اني قد قمت بأعطائها المساحة الكافية لها ولكنني سأكتفي بما ذكر لكي افسح المجال للبحث في الجانب الايجابي من التعليم والمتمثل بربنا ومخلصنا يسوع المسيح حيث ان هذا هو مثالنا الاروع والاكمل للمعلم الصالح الذي ينتظر من كل واحد من تلاميذه ان يكون على هذا المستوى في تعليمه لكلمة الرب في كنيسة المسيح اليوم.
ثانياً: الرب يسوع المثال الاول للمعلم الصالح:
مما لا شك فيه ان المثال الاول في العالم للمعلم الصالح هو الرب يسوع المسيح، ولذا فمن المنطقي جدا ان اختاره في هذه الفقرة لنبين كيف نقتدِ به كمثالا صالحا للمعلم فقد اعطانا المسيح دروسا غنية في التعليم سنقوم بأستعراض ما يمكننا ان نستفاد منه في التعليم في الكنيسة بحسب الصفحات المطلوبة.
المعلم القدوة : لا شك بان لعلاقة المعلم بالمتعلم او «التلميذ» دور فعال جدا في عملية التعلم وله نتائجه في حال كانت هذه العلاقة ايجابية او سلبية ان كانت العلاقة ايجابية وبناءة فحتما سيكون تأثير الدرس على المتعلم تأثيرا ايجابيا، اما العلاقة الباردة والسلبية فلن تكون نتائجها مرضية، ومن الامور المهمة التي على المعلم ان ينتبه لها هي:
·       بناء جسور الثقة بينه وبين التلميذ حيث ان ثقته بمعلمه تجعله يقبل ما يعلمه له على سبيل المثال «يولد الطفل الرضيع وهو مليء بالثقة. الشكوك وعدم الثقة أمور يتعلمها لاحقا ودائما ما تكون عن طريق خبرات مؤلمة»[6] اذاً تصرُفات وشفافية الاستاذ مع تلميذه تكون كفيلة ببناء اواصر الثقة بينهما.
·       ان يكون المعلم مثلا جيدا يقدر ان يقول المتعلم بأنني اريد ان اصبح مثل معلمي هذا. سنتكلم اكثر عن هذه النقطة.
·       على المعلم ان يكون مشجعا للمتعلم ولا يحاول ان يبرهن له انه دائما على خطأ فهدف وجود المعلم هو ان يشجع المتعلم على التعلم وليس ان يحبط المتعلم ويفقده ثقته بنفسه وعن اهمية المعلم قرأت ما يلي «إن المعلم هو الخبير الذي وظفه المجتمع لتحقيق أغراضه التربوية .. وله دور اساسي في تشجيع المتعلمين على ممارسة الانشطة اللاحقة المختلفة، وله دور مهم في عملية التنشئة الاجتماعية ...»[7] اذن للمعلم الدور الاساسي في عملية التعليم مهما كانت اهمية وقوة الدرس، من الامور الواضحة في حياة المسيح كمعلم انه كان هو مثال الحق فهذه الصفة هي من اهم مؤهلات المعلم الناجح والمؤثر فقدوته تؤثر اكثر بكثير من اي درس او عظة[8]، «اطلق تلاميذ يسوع عليه كلمة (رباي) وتعني المعلم. وكان يسوع معلماً يتمتع بشعبية واسعة، وكانت الجماهير تلتف حوله احيانا الى درجة الازعاج، وكان يدعى الى البيوت احيانا اخرى لتفسير النصوص الكتابية.»[9] ومن الملاحَظ لكل من يقرأ عن حياة الرب يسوع المسيح انه لم يعلم اي امر بدون ان يكون قد طبقه في حياته ولهذا كان وقع تعليمه على الناس مؤثرا وقوياً، في كنائسنا اليوم نحن بحاجة كمعلمين في كل المجالات ان كانت مدارس احد الى اعمار اكبر الى الخدمة على منبر الكنيسة وفي الاجتماعات البيتية نحن في حاجة لوقفة مع انفسنا ونرى ان كنا فعلا مثال حقيقي للناس الذين نقوم بتعليمهم ام اننا نتصنع البر والايمان البريء لنوهم الناس بأننا قدوة حسنة وبالتالي نقع في خطأ الرياء الذي تكلمنا عنه في اطار حديثنا عن الفريسيين في بداية البحث. لان الناس تلاحظ ان كنت فعلا قدوة او مدّعي فالجموع لم تكن تعرف ان المسيح هو الله الظاهر في الجسد حين تبعته لكنها لاحظت بأنه جدير وقدوة صالحة من حياته وتصرفاته. عدا عن شعورهم بمحبته لهم فهم لم يعرفوه فقط بعقولهم وفهم ما كان يفعله واعجابهم بتصرفاته فقط، لكنهم شعروا بوجود محبة راعي تجاه رعيته في قلب الرب يسوع.[10] وسوف نتكلم عن بعض الطرق التعليمية التي استخدمها الرب يسوع والتي نحتاج ان نطبقها في كنائسنا اليوم.
1.    استخدام القصة او المثل: ان هذا الاسلوب من الاساليب المعروفة التي قام الرب يسوع المسيح بأستخدامها في تعليمه للجموع وللتلاميذ واسلوب القصة اسلوب ممكن استخدامه في كل خدمات التعليم في الكنيسة كلٌ بحسب فئته العمرية والثقافية، فالقصة التي تحكي لأطفال مدارس ألأحد تختلف في طرحها والقاءها عن القصة التي تحكى داخل اطار وعظة او درس كتاب في كنيسة او مجموعة بيتية، «قد تستعمل القصة بثلاث طرق في التعليم: الاولى لجذب الانتباه وتستعمل الجرائد هذه الطريقة اذ تبتدئ مقالاتها بأروع جزء من قصتها ثم تتطرق لمعلوماتها المفصلة، وكذلك يستعملها الخطيب والمعلم. والثانية استعمال القصة كأيضاح يضيء مبدأ او حقيقة معنوية قدمت قبلها، ويستخدم الوعاظ وغيرهم من الخطباء القصص كثيرا في هذا السبيل ولاسيما في تطبيق الحق على الحياة. والطريقة الثالثة هي استخدام القصة لتقديم الدرس كله... وهو مستعمل اليوم كثيراً بين الاولاد وله القيمة الزائدة لان الطالب يستنتج الدرس لنفسه.»[11] ومن خلال استخدام يسوع لأسلوب القصص والامثال كان هناك نوعين من المستمعين. النوع الاول كان يجيء ليرى معجرات المسيح كنوع من الاثارة وقد كان هذا النوع يستمع لأمثال يسوع كأي قصة للتسلية، وكان هناك مجموعة اخرى من الناس ممكن كانوا يريدون فعلا معرفة مشيئة الله ويسألون عما لم يفهموه من المثل او القصة. «استخدم يسوع الامثال في نشر تعاليمه لزيادة التأثير في السامعين والوصول الى عقولهم، وكان هذا الاسلوب متبعاً أيضا لدى كثير من معلمي عصره. وكانت امثاله إما اقوالا موجزة وإما قصصا موسعة. اما عناصرها فمستقاة من احداث يومية وامور متداولة بين الناس كي يكون لتعليمه تأثير اشد»[12] فالقصة تحفز الفكر للتفكير ولربط الامور بواقعه وهي مطلوبة في كنائسنا دائما. ومن المهم ايضا كتطبيق عملي لما علمنا اياه الرب يسوع المسيح هو ربط الواقع والاحداث اليومية ان كانت سياسية او اجتماعية او اقتصادية بالحق الكتابي فالرب يسوع في تعليمه بألأمثال والقصص كان يربط الحق الالهي بما يعرفه الجموع المستمعين له استخدم الاحداث اليومية كحادثة البرج الذي سقط على 18 شخصا وقتلهم ليوصل لهم فكرة كان يريد الوصول اليها (لوقا 13: 4). وبهذا الخصوص قرأت في احد الكتب التربوية ما يلي: «تثير نتائج الدراسات في وسائل التعليم والتعلم ان وجود الدافعية لدى المتعلم هي المتطلب الاساسي الذي نظمن به حدوث التعلم. فأذا نجح المعلم في استثارة حب استطلاع التلاميذ. وشعورهم بأهمية ما سوف يقدمه لهم من موضوعات، وانها ترتبط بأهتماماتهم وبحياتهم الحالية والمستقبلية فقد خلق لديهم رغبة قوية في التعلم وهنا يصبحوا على استعداد للمشاركة وبذل الجهد والبحث والاعتماد على الذات للتوصل الى المعرفة المطلوبة...»[13].
2.    اسلوب المحاضرة: ان اسلوب المحاضرة هو من اكثر الاساليب التعليمية شيوعا في كل الاوساط التعليمية فهو يستخدم في المدارس بكل مراحلها وانواعها ويستخدم في الجامعات وحتى في الكنائس نجد ان يعض دروس الكتاب والعظات ايضا تأخذ طابع المحاضرة، و«يعتمد اسلوب المحاظرة على حديث المعلم وحده او يتخلله اجابات قليلة من الطلاب ويفرض ان تكون المحاضرة تقديما شاملا منظما للحقيقة لكنها قد تقتصر عن هذا. وقد يستعمل معها اللوح او غيره من المساعدات.»[14] وقد استعمل الرب يسوع المسيح اسلوب المحاضرة في خدمته على الارض، وبالاخص في اول فترة من خدمته وكان يستخدمها عندما يعلم جماهير غفيرة اكثر من ما كان يستخدمها مع افراد او جماعات قليلة العدد، وحيث ان من المعروف ان المحاضرات تلقى في قاعات ومن على منابر فقد كانت اغلب محاظرات الرب يسوع تلقى على الهواء الطلق ويكون موجودا على جبل أو على سفينة عند شاطئ البحر والناس تجلس على الارض لتستمع الى تعليمه عن ملكوت الله والخلاص[15]،  اذن بالامكان استخدام اسلوب المحاضرة في اي مكان ولا يكون حصرا في قاعة مجهزة او ما شابه. اسلوب المحاضرة دارج ومستخدم بكثرة في كنائسنا ولا اجد حاجة للتعليق عنه والاشارة الى امكانيات استخدامه في كنيسة اليوم غير انه كباقي انواع التعليم الاخرى يجب ان يكون صحيحا ويستقي معلوماته من الكتاب المقدس وان يكون المعلم بعلاقة صحيحة مع الرب كما قال احد اللاهوتيين: «ويل للكنيسة التي يصعد واعظها الى المنبر» بالاشارة الى ان الواعظ عليه ان ينزل من قدس الاقداس في علاقته مع الرب الى المنبر ليوصل ما في قلب الرب لكنيسته.[16]
3.    اسلوب الاسئلة: من الاساليب الواضحة في خدمة يسوع واسلوب الاسئلة يكون عادةً مرتبطا بأسلوب المحاظرة او التعليم مع مجموعة معينة (صف دراسي مثلا)، «تستعمل الاسئلة لعدة غايات اولا لأنها تجذب الانتباه وتضبطه لان الطالب قد ينام او يتجول بأفكاره خلال المحاضرة يستيقظ خلال القاء الاسئلة اذ لا يعرف متى يسأله المعلم سؤالاً! ففي استعمالها عنصر مفاجيء. وثانيا تثير الاسئلة التفكير اذا كانت ملقاة بطريقة جيدة.»[17].ومثلنا الاعلى في التعليم يسوع المسيح استخدم هذا الاسلوب في مراحل عديدة من حياته ففي  (لوقا 2: 46) نجد اول المشاهد التي يظهر فيها يسوع وهو مستخدما اسلوب الاسئلة في النقاش مما ادهش المعلمين حيث انه كان يبلغ الثانية عشر من العمر وفي قراءتنا للأناجيل نلاحظ ان اسئلة يسوع هامة واساسية ومن اكثر الادوات التي استخدمها وقال احد اللاهوتيين في هذا الامر «اتى ليس لكي يجيب على الاسئلة بل ليسألها وليس ليهديء نفوس الناس بل ليثيرها وليس ليسهل الحياة بل ليجعلها اداة التعليم»[18] وأمثلة على الاسئلة التي طرحها الرب يسوع بهدف التعليم وايصال فكرة ما في خدمته على الارض، سؤاله المتكرر في عدة حالات للفريسيين حين كانوا ينتظرون منه ان يشفي في السبت لكي يدينوه كان دائما يسكتهم بأسألته المنطقية المفحمة كما في (لوقا 6: 9) و (متى 12: 11) حين كان يسألهم عن امور في السبت ان كانوا يفعلوها ام لا ويبدو من طريقة سؤاله وردة فعلهم انهم كانوا يحلون ثيرانهم وخرافهم في السبت فأعطاهم بسؤاله هذا درسا كاملا عن اهمية الانسان واهمية فعل الخير له وشفاءه اكثر من اهمية الخروف او الثور الذي ان احتاج لمساعدة في السبت يمكن فعل ذلك. اسلوب الاسئلة يحتاج الى ذكاء من المعلم وليس اي سؤال كان يمكن ان يكون فعالا لكن الاسئلة التي تسأل بهدف التعليم يجب ان تكون مدروسة وخالية من الثغرات والمغالطات المنطقية لتكون اسئلة فعالة في ايصال الفكرة او الهدف الى المتعلم او المستمع. ومن المعروف ان الاسلوب الاستقرائي في التعليم هو الاسلوب الذي يعتمد كثيرا في مضمونه على طرح الاسئلة لكي يساعد المعلم المتعلم على الوصول الى المعرفة المطلوبة بنفسه، والرب يسوع كثيرا ما استخدم الاسلوب الاستقرائي في خدمته. فقد كان يطرح الاسئلة لكي يحفز السامع على التفكير واكتشاف الجواب بنفسه وحين يفعل ذلك يترسخ المعنى في ذاكرته ولا يعود لنسيانها .
التلمذة الشخصية: من الاساليب التعليمية التي استخدمها الرب يسوع مع تلاميذه المقربين. فهو كان يعلمهم مع الجموع ومع بعضهم البعض، ولكننا نجده في احيان اخرى ينفرد مع واحد منهم او عدد بسيط منهم، في كثير من الاحيان ان التلمذة هي مجرد اعطاء دروس مطبوعة بكتيبات للمؤمنين الجدد والاكتفاء بأعطائهم اسس الايمان المسيحي وانتهى الامر، لكن حقيقة الامر ان موضوع التلمذة هو موضوع شامل وموسع لن اتكلم عنه الان بتوسع في هذا البحث لكن سأشير اليه كأسلوب تعليمي مهم اتبعه الرب يسوع لكي يجعل من تلاميذه اناس جديرين بأستلام الخدمة بعد رحيله عنهم. فقد استعمل معهم الرب يسوع عدة طرق ليعطيهم دروسا عملية في الايمان والثقة مثل حادثة العاصفة التي هدأها ومثل حادثة المشي على الماء وقد يقول القارئ ان هذه الحوادث مختصة بالرب يسوع وحده فنحن لا نقدر ان نعمل ما عمله الرب وردي هو انني لا اتكلم عن المعجزة بحد ذاتها ولكن الاسلوب انه جعلهم يذهبون ليواجهوا الموقف المعيّن لكي يعطيهم درسا بأن عليهم ان ان يؤمنوا بوجود الرب معهم، وايضا حياته معهم وملاحظتهم لاعماله وتصرفاته واندماجه معهم في حياتهم اليومية طبع بصمة معينة فيهم، وفي (لوقا 10: 1) نجد ان الرب بعد ان علم تلاميذه وتلمذهم نظريا اعطاهم الفرصة للتطبيق العملي تقول الاية «  وَبَعْدَ ذَلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضاً وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعاً أَنْ يَأْتِيَ. » اعطاهم الفرصة للتقدم امامه للوصول الى الاماكن التي يريد ان يصل اليها، وما فهمته شخصيا من هذا النص ان الرب ارادهم ان يذهبوا لكي يطبقوا ما علمه لهم وحين يصل هو الى المناطق التي ارسلهم اليها يقوّم ما فعلوه وبذلك يعرفوا ما هي الاخطاء التي قاموا بها ليتجنبوها المرات القادمة ولكي يتشجعوا بالامور الصحيحة التي انجزوها وبهذا الامر اعطاهم التشجيع والثقة بأنهم قادرين على ان يخدموا بصورة جيدة، كم ان كنائسنا المسيحية بحاجة الى هذا القلب الرعوي الذي يشجع الشباب على الانغماس في الخدمة ولا يضع العوائق امامهم، فبألنهاية الهدف الحقيقي من التعليم هو ان ينتج شخص قادر على تطبيق ما تعلمه ، وبالعودة الى واقع الكثير من كنائسنا هذه الايام نلاحظ ان التعليم اصبح مجرد حشو معلومات في راس الرعية بحيث انهم اصبحوا مملوئين معرفة كتابية ولاهوتية ولكن لا توجد لديهم فرص للخدمة وخصوصا في الكنائس الكبيرة والتي يخدم بها خدام لهم اسمهم من النادر ان نجد هناك احد من هؤلاء الخدام مهتم بأن يؤسس له جيشا من الخدام قادرين على اكمال الخدمة في حال رحل هو وفريقة وسمعنا الكثير عن كنائس كانت كبيرة وناجحة لوجود خادم نشيط فيها لكنها تراجعت بموت هذا الخادم او رحيله عنها لان الخادم هذا لم يكن مهتما بأرسال تلاميذه في الكنيسة الى الخدمة العملية لكي يتعلموا من اخطائهم. اذن من المهم على كل معلم في الكنيسة ان يدرك ان هدف التعليم هو انتاج خدام نشيطين كل في مجاله وعمله.










الخاتمة
في بحثي هذا قدمت مقارنة بسيطة جدا بين المعلم الصالح والمعلم الغير صالح من خلال العهد الجديد بمقارنتنا بين الرب يسوع المسيح كمعلم صالح والكتبة والفريسيين كمعلمين غير صالحين لكي نلاحظ بعض الاخطاء التي قام بها الفريسيين والتي نقع بها نحن اليوم كمعلمين في كنيسة المسيح، وايضا لكي نتعلم ولو شيئا بسيطا من مثال الرب يسوع في التعليم وتطبيقه على حياتنا اليوم في خدمتنا التعليمية في الكنيسة بكل المراحل من الاعمار الاصغر في مدارس الى الاحد الى البالغين في الكنيسة. اعرف اني لم اقدر ان اعطي الموضوع حقه الكامل لكنني حاولت ان اغطي الصفحات المطلوبة بما اراه مهما من النقاط التي ذكرت وعسى ان يفتح الرب المجال لطالب اخر ان يكمل هذا البحث ويثريه بمعلومات اقوى واعمق. والهدف الرئيسي الذي توصلت له في بحثي المتواضع هو ان هدف التعليم الاساسي هو انتاج مؤمنين عارفين للكلمة ومطبقين كل ما تعلموه في حياتهم الشخصية وفي خدماتهم.






المصادر والمراجع:
1.    اقتباس اعطانا اياه القس أدوارد عوابدة في مادة مواهب الروح القدس في معهد الاتحاد المسيحي اللاهوتي والقائل الاصلي هو سبيرجن. تاريخ الاقتباس 23\10 \ 2010
2.    برايس، ج.م. يسوع المعلم العظيم. بيروت: المنشورات المعمدانية، 1960.
3.    تيني، ميرل.مسح شامل للعهد الجديد.قبرص: مطبوعات أجمينا، 1987.
4.    دائرة المعارف الكتابية.الجزء السادس.القاهرة: دار الثقافة، 1997.أنظر «فريسي - فريسيون»
5.    الرشدان، عبد الله و نعيم جعنيني.المدخل الى التربية والتعليم.لبنان: دار الشروق، 1994.
6.    سميرنوف، تاريخ الكنيسة المسيحية.ترجمة الكسندروس جحا.حمص: مطرانية الروم الارثدوكس، 1964.
7.    الكتاب المقدس (البستاني \ فاندايك)
8.    كوجك، كوثر حسين و ماجدة مصطفى السيد، صلاح الدين خضر، فرماوي محمد فرماوي، احمد عبد العزيز عياد، علية حامد احمد، بشرى انور فايد. تنويع التدريس في الفصل دليل المعلم لتحسين طرق التعليم والتعلم في الوطن العربي .بيروت: مكتب اليونيسكو الاقليمي، 2008.
9.    مارشال، توماس. العلاقات الصحيحة.مصر: مكتبة المنار، 1998.
10.           المنير، سليم وكريس رايت.يسوع المسيح حياته وتعاليمه.ترجمة ابراهيم العلم.بيت لحم: كلية بيت لحم للكتاب المقدس، اميرزيان للطباعة والنشر، 2000.
11.           يوسف، مايكل ، أسلوب يسوع في القيادة.القاهرة: دار الثقافة، 2005.





[1] دائرة المعارف الكتابية، الجزء السادس (القاهرة: دار الثقافة، 1997)، أنظر «فريسي - فريسيون»
[2] ميرل تيني، مسح شامل للعهد الجديد (قبرص: مطبوعات أجمينا، 1987)، 150
[3] دائرة المعارف الكتابية، الجزء السادس (القاهرة: دار الثقافة، 1997)، أنظر «فريسي - فريسيون»

[4] سميرنوف، تاريخ الكنيسة المسيحية، ترجمة الكسندروس جحا (حمص: مطرانية الروم الارثدوكس، 1964)، 15 - 16
[5] دائرة المعارف الكتابية، الجزء السادس (القاهرة: دار الثقافة، 1997)، أنظر «فريسي - فريسيون»
[6] توماس مارشال، العلاقات الصحيحة (مصر: مكتبة المنار، 1998)، 61
[7] عبد الله الرشدان و نعيم جعنيني، المدخل الى التربية والتعليم (لبنان: دار الشروق، 1994)، 291
[8] ج.م. برايس، يسوع المعلم العظيم ( بيروت: المنشورات المعمدانية، 1960)، 1
[9] سليم المنير وكريس رايت، يسوع المسيح حياته وتعاليمه، ترجمة ابراهيم العلم (بيت لحم: كلية بيت لحم للكتاب المقدس، اميرزيان للطباعة والنشر)،  67
[10] مايكل يوسف، أسلوب يسوع في القيادة (القاهرة: دار الثقافة، 2005)، 35
[11] ج.م. برايس، يسوع المعلم العظيم ( بيروت: المنشورات المعمدانية، 1960)، 129
[12] سليم المنير وكريس رايت، يسوع المسيح حياته وتعاليمه، ترجمة ابراهيم العلم (بيت لحم: كلية بيت لحم للكتاب المقدس، اميرزيان للطباعة والنشر، 2000)،  67
[13] كوثر حسين كوجك، تنويع التدريس في الفصل دليل المعلم لتحسين طرق التعليم والتعلم في الوطن العربي (بيروت: مكتب اليونيسكو الاقليمي، 2008)،81
[14] ج.م. برايس، يسوع المعلم العظيم ( بيروت: المنشورات المعمدانية، 1960)، 135
[15] ج.م. برايس، يسوع المعلم العظيم ( بيروت: المنشورات المعمدانية، 1960)، 138
[16] اقتباس اعطانا اياه القس أدوارد عوابدة في مادة مواهب الروح القدس في معهد الاتحاد المسيحي اللاهوتي والقائل الاصلي هو سبيرجن. تاريخ الاقتباس 23\10 \ 2010
[17] ج.م. برايس، يسوع المعلم العظيم ( بيروت: المنشورات المعمدانية، 1960)، 140

[18] ج.م. برايس، يسوع المعلم العظيم ( بيروت: المنشورات المعمدانية، 1960)، 142


إقرأ المزيد Résuméabuiyad

شخصيات الكتاب المقدس "لعازر الذي اقامه المسيح من الاموات"

كان أحد العلماء ينقب في مقبرة قديمة فارغة، لم ير فيها جثة، وظن أن يداً أثيمة امتدت إلى المقبرة، لتختلس كل شيء، مما يودع عادة من كنوز وأثار، ولكنه لم ير ما يدل على عبث اللصوص، ووجد على العكس من ذلك درجًا مغلقًا ففتحه ليرى رسالة عن الخلود يقول فيها صاحبها : «لا يستغربن أحد إذا جاء إلى قبري ولم يجدني. فأنا في واقع الأمر، ليس القبر مثواي، بل أنا في دنيا الخلود، والخلود ليس أكذوبة أو وهمًا، بل هو الحقيقة التي أحياها إلى الأبد، لا تجزع أيها القاريء إذ دنا منك الموت لأن ليس في عالم الموت بالنسبة للمؤمن ما يخيف، ولا تظن أنك فان، وان ما تعمله سوف لا تجازي عليه. إنك لم تخلق عبثًا وحياتك على الأرض لم تكن بغير معنى أو قصد. إنك قد وجدت لتكون مصدر نفع وخير لهذا الوجود. وإن حياتك الأرضية ليست إلا مقدمة لحياة أبدية خالدة. فالموت لن يغنيك لأنك ستظل حيًا إلى الأبد. واعلم أن الناس جميعًا هم نتاج ما صنعته يد الله القديرة. فهذا الإله العظيم هو الذي يصوغ أشكال الناس ويصقلهم ليخرجوا ممهورين بطابعه وآخذين شكله ومثاله، فطب نفسًا أيها الإنسان لأنك سوف تحيا خالدًا في دائرة كون إلهك الخالد. فافرح بما حباك الله من نعمة الخلود واهتف معي هتاف المجد والحبور. »
وطوى العالم الرسالة بوقار ووضعها مكانها ثم خرج من المقبرة وهو يردد : «هذا كلام نبي، إنه صوت يدوي من ظلمات القبور ولابد أن يكون هذا الضريح قد حوى جثمان نبي أو قديس رجع جسده إلى التراب، ولكن صاحبه يعيش بروحه الخالدة، ويرغب في أن يسمع أبناء هذا العالم رسالة الخلود!! »0
لا توجد في الكتاب المقدس كله رسالة تتحدث عن القيامة - باستثناء قيامة المسيح نفسه من بين الأموات - أفضل من قيامة لعازر، القيامة التي قال عنها اسبينوزا الفيلسوف اليهودي، إنه لو أمكن أن يؤمن بها لحطم نظرياته جميعًا وقبل الإيمان المسيحي، فإذا قد تعرضنا في القصتين السابقتين لقيامة ابنة يايرس، وابن أرملة نايين، ورأينا الأضواء العظيمة في كليتهما، فلعلنا نستطيع هنا أن نرى أنواراً أبهى وأعظم، ومع أن الكتاب لم يسجل كلمة واحدة نطق بها لعازر، إلا أن قصته تدوي في كل التاريخ بأعظم ما يكون الصوت والدوى، وها نحن لا نراها فيما يلي :
لعازر وبيته
عاش لعازر في بيت عنيا الواقعة على بعد ميلين إلى الشرق من مدينة أورشليم، وعلى الأغلب كان بيته من أظهر البيوت، وربما أغناها في قرية بيت عنيا، ويظن البعض أن حديقة جثماني التي كان يلجأ إليها المسيح كانت ملكًا لهذه الأسرة المكونة من مرثا الأخت الكبرى، ومريم، ولعازر، وقبل أن نتحدث عن قيامة لعازر لابد من الاشارة إلى ميزات هذا البيت العظيم القديم! لقد كان أول مظهر له أنه صورة البيت المترابط المتضامن وهو يمثل الظاهرة التي مازالت ظاهرة إلى اليوم في الشرق، ومازالت في الكثير من البيوت الشرقية أكثر بروزًا وظهورًا مما في بيوت الغرب، والتي تفككت فيها الوحدة الأسرية، بدعوى الاستقلال والحرية وتحمل المسئولية، والله وحده يعلم إلى أين ستنتهي الحضارة الغربية مع رسوخ هذه النزعة في المفهوم الغربي!!... أراد واحد من السماسرة الذين يبيعون البيوت إغراء سيدة عصرية بشراء منزل، فصرخت : منزل وهل أنا في حاجة إلى منزل. لقد ولدت في مستشفى، وتعلمت في كلية، وأملك سيارة، وتزوجت في كنيسة، وأقضي الصباح في لعب الجولف، والظهر على مائدة البردج، وفي المساء في السينما، وعندما أموت سأدفن في قبر، أنا في حاجة فقط إلى جراج، هذا النوع من الناس لا يعلم بدفء الحياة البيتية، والعالم لا يستطيع أن يقدم ما يوازي هذا الدفء والحب والشركة الأخوية، مهما بذل أو أعطى أو جاء!
على أن هذا البيت كان أكثر من ذلك بيتًا للمسيح، وبعضهم يعتقد أنه لم يوجد بيت على الأرض، كان المسيح يحس فيه أنه في بيته بكل ما في الكلمة من معنى، مثل هذا البيت العظيم القديم، كان البيت المحبوب من المسيح، وكان البيت الذي يحب يسوع المسيح، ونحن لا نعلم كم على درجة كان البيت من الثراء المادي، لكننا نعلم أنه البيت الذي كان في أعلى مستوى من الثراء الروحي، فهناك مرثا التي تحب يسوع، وقد أحبته إلى درجة الارتباك بتهيئة أفضل وأفخم مائدة له، وهناك الفتاة الحالمة مريم التي يستهويها الجلوس عند قدمي يسوع، والتي تنسي الدنيا بأكملها عندما تجلس عند موطيء قدميه لتستمع إلى كلماته الحلوة التى لا يوجد في الدنيا نغم أحلى منها وأجمل، والتي سكبت عطرها على رأسه وقدميه، وخرج هذا العطر من نافذة البيت يستنشقه التاريخ بأكمله، وهناك لعازر الذي لم يسجل الكتاب كلمة واحدة له، ولكن سجل كلمة رائعة عنه : «لعازر حبيبنا».. هل كان الرجل قليل الكلام عميق التأمل؟! وهل كان ذلك الإنسان الذي لا يحسن التعبير عن حبه بالكلام، بقدر ما يعبر عنه بالحركة والإيماءة والابتسامة والصمت؟! على أي حال لقد كان هذا البيت من أسعد بيوت التاريخ تعلقًا بيسوع المسيح وارتباطاته، وكان واحدًا من البيوت العظيمة التي أجلست يسوع ملكًا عليها جملة وتفصيلاً.
ما أجمل هذه البيوت وما أعظمها، عندما تعطي المسيح مثل هذه المكانة، وتكون من السقف إلى الأرض ملكًا خالصًا له، عندما رسم الأسقف إدوين هولت هيوجز في الكنيسة الميثودستية، أرسلت إليه أمه خطابًا تقول فيه : «إنه يبدو لي غير بعيد ذلك الصباح الذي وضعك الله فيه بين ذراعي، ولم أشعر قط أنك خرجت من بين ذراعيه، وأنت آت إلى، وأنا الآن أفعل ما سبق أن فعلته كثيرًا، إذ أضعك بين ذراعي الله. أني أسلمك بفرح للمسيح مطلقًا وإلى الأبد، أنت خادم للمسيح، وهو سيحفظك ويرشدك، ويقويك ويعزيك، وإذا حدث أن أخذني في عنايته قبلك، فاني سأنتظر مجيئك بفخر، وكما حدث وأنت تجيء إلى لابسًا بزتك العسكرية عندما كنت جنديًا، فانك ستأتي حاملاً سمة المسيح : «نعما إيها العبد الصالح والأمين... كان بيت لعازر جميلاً بالتضامن الحبي بين أفراده، وأجمل - بما لا يقاس - بارتباط هذا البيت بيسوع المسيح!!
لعازر ومرضه
أرسلت الأختان إلى المسيح قائلتين : «ياسيد هوذا الذي تحبه مريض» ولعله يجمل بنا أن نقف هنا بعض الوقت أمام هذه العبارة البليغة الموجزة، وهي تفصح عن أكثر من معنى، ولعل أول المعاني، أن حب المسيح لم يمنع لعازر من المرض، ولم يمنعه من الوقوف على حافة الموت عندما أرسلت الأختان إلى السيد، وهما منزعجتان من التدهور في حالة أخيهما المحبوب، وهي قاعدة ينبغي ألا تجهلها بمظنة أنه ما دام المسيح يحبنا فنحن بمنجاة من التجارب والمتاعب والمآسي. ولسنا نظن أن هناك وعدًا واحدًا في الكتاب بذلك، وقصة أيوب ستظل مثلاً خالدًا لذلك، وصرخة آساف في المزمور الثالث والسبعين تشهد أيضًا بهذه الحقيقة : «لأني غرت من المتكبرين إذ رأيت سلامة الأشرار لأنه ليست في موتهم شدائد، وجسمهم سمين، ليسوا في تعب الناس ومع البشر لا يصابون» (مز 73 : 3 - 5) إن الوعد الإلهي لا يعطي حصانة ضد التجارب، ولكنه يعطي يقينًا بسير الله معنا فيها، ومعونته للانتصار عليها : «إذا اجتزت في المياه فأنا معك وفي الأنهار فلا تغمرك إذا مشيت في النار فلا تلدغ واللهيب لا يحرقك» (إش 43 : 2) .. قال الرسول بولس عن ابفرودوتس : «فانه مرض قريبًا من الموت لكن الله رحمه وليس إياه وحده بل إياي أيضًا لئلا يكون لي حزن على حزن» (في 2 : 27) .... كان لرجل ملحد عبد مؤمن وكان العبد كثير الأمراض والمتاعب، وقال سيده له ذات يوم، إذا كان هناك إله كما تقول فلماذا تكثر متاعبك وتجاربك، في الوقت الذي انعم أنا فيه بالكثير من الخيرات والمتع، وأستأذن العبد في الجواب إذا كان لا يرضى سيده، وهو يقول : عندما نخرج ياسيدي للصيد هل تسارع بالسعي وراء الصيد الجريح أم الميت، قال : الجريح طبعًا فالميت مضمون.. فقال العبد : إن الشيطان يسعى ورائي مع جراح التجارب لأني أشبه الصيد الجريح أما أنت فمضمون في يده، وهو لذلك لا يجهد نفسه معك كثيرًا!! على أي حال مهما تكن بلايا الصديق فمن جميعها ينجيه الرب!!
على أن المعنى الثاني الواضح في المرض، هو أن الأختين استنجدنا بالمسيح في المرض، بالقول : «هوذا الذي تحبه» ومع أن المسيح أشار إلى : «لعازر حبيبنا» إلا أن الأختين حرصتا على القول : «الذي تحبه» أكثر من القول : «الذي يحبك».. وهي كلمات غنية جدًا بالمعنى العميق فنحن نلجأ إلى المسيح لا استنادًا على حبنا له، بل إلى حبه هو لنا، وشتان ما بين الاثنين فأولهما حفنة الماء، وثانيهما في المحيط الطامي، فحبنا مهما قوي للمسيح لا يعد قطره من حبه الأبدي لنا، بل عندما يضعف حبنا أو يتعثر أو يهتز تحت هذا أو ذاك من ضربات الحياة أو متاعبها أو تجاربها، فإن حبه لا يتغير قط لأنه الله محبة! والمعنى الثالث في التعبير واضح من أن الأختين أرسلتا إليه الخبر دون طلب أو تعليق، فلم تطلبا مثلاً سرعة مجيئه أو ما أشبه، بل تركتا لحبه أن يتصرف كما يشاء ويريد، ولحكمته أن تفعل ما تراه مناسبًا لمواجهة الموقف دون الحان أو الحاح. والحقيقة على أي حال ثابتة، إذ أن المسيح أكثر حبًا للعازر من أختيه، وأكثر قربًا لنفوسنا من نفوسنا ذاتها، وعندما لا نهتم بأحوالنا أو حينما تتبلد أذهاننا أو مشاعرنا، فهو أقوى فكرًا وأعمق حسًا من أفكارنا وإحساساتنا مهما عظمت أو ارتفعت أو تسامت!! وإذا كان الناس قد درجوا على القول : أرسل حكيمًا ولا توصه!! فإن واجبنا الدائم الأبدي أن نضع أمورنا بين يدي السيد واثقين أنه يفعل أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع!!
لعازر وموته
كانت المسافة بين بيرية وبيت عنيا حوالي يومين، فإذا كان المسيح قد مكث بعد سماع خبر مرض لعازر يومين، وإذا كان وصوله إلى بيت عنيا في اليوم الرابع لموت لعازر فمعنى ذلك أنه عندما وصله الخبر كان لعازر قد مات في اللحظة التي قال فيها السيد : «لعازر حبيبنا قد نام» (يو 11 : 11) غير أن وجه الصعوبة هو في تأجيل المسيح ذهابه إلى بيت عنيا، والأختان تحتاجان إليه في المرض وفي الحزن على حد سواء، فلماذا تصرف المسيح على هذا الوجه الغريب المثير، مع أنه كان لابد ذاهبًا : «لكني أذهب لأوقظه».
إن الروائي الأعظم الذي سجل المسرحية الأبدية يكشف عن حقائق كثيرة أولاً أنه لا يترك ثانية واحدة لمجرد الصدفة لتلعب دورها في الحياة، إذ أن خالق الزمن أعطى لكل ثانية مكانها في مسرحية الحياة، في حياة الفرد أو البيت أو الأمة أو العالم هناك نهار وليل، وهناك وقت محدد للعمل نهارًا، ووقت ينتهي فيه العمل عندما تنتهي الحياة الأرضية، «أليست ساعات النهار اثنتي عشرة. إن كان أحد يمشي في النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم» (يو 11 : 9) وحياة المسيح على الأرض كانت النهار الذي لا يمكن أن يترك فيه ساعة واحدة بدون عمل، فإذا قال له التلاميذ إن حياته في خطر مؤكد، أكد أن الإنسان لا يموت قبل أن يؤدي رسالته في النهار وكل واحد باق حتى يتمم هذه الرسالة، على أن الأمر أكثر من ذلك إذ أن كل جزء في مسرحية الحياة له الوقت المقابل له بالمعنى الذي ذكره الجامعة : «لكل شيء زمان ولكل أمر تحت السموات وقت. للولادة وقت وللموت وقت. للغرس ولقلع المغروس وقت. للقتل وقت وللشفاء وقت. للهدم وقت وللبناء وقت. للبكاء وقت وللضحك وقت. للنوح وقت وللرقص وقت. لتفريق الحجارة وقت ولجمع الحجارة وقت. للمعانقة وقت وللانفصال عن المعانقة وقت. للكسب وقت وللخسارة وقت. للصيانة وقت وللطمع وقت. للتمزيق وقت وللتخييط وقت. للسكوت وقت وللتكلم وقت. للحب وقت وللبغضة وقت. للحرب وقت وللصلح وقت» (جا 3 : 1-8).. وقصة لعازر بهذا المعنى كان لابد أن يبقى فيها لعازر في القبر أربعة أيام مع ما يصاحب ذلك من أفكار وانفعالات وأعمال، عند جميع الذين ظهروا مرتبطين بالقصة في كل شيء!! ونحن لا نستطيع أن نفهم معنى قول المسيح : «ساعتي لم تأت بعد» إلا إذا أدركنا أنه يدير التاريخ كله بهذا التوقيت الذي لا يتأخر ولا يتقدم من موعده الأبدي المحتوم!!
على أن من بيده الأمر جعل في الأزمة امتحانًا محددًا، فالتلاميذ في حبهم للسيد فزعوا لأن اليهود كانوا يريدون القضاء عليه بأي صورة من الصور، وهم يؤكدون أن ذهابه إلى بيت عنيا معناه الخطر المحقق، لكن السيد أرادهم أن يعلموا أن الواجب على الدوام فوق الخطر، وسواء نواجه الخطر أو لا نواجهه فإن نداء الواجب ينبغي أن يتفوق على كل شي !! قال البحار للقبطان الذي طلب منه أن يعد القارب إذ سمع استغاثة آتية من البحر الهائج : ياسيدي سنذهب ولكن الأمواج الهائجة لن تمكننا من العودة، وأجاب القبطان : ينبغي أمام الاستغاثة أن نذهب وليس من المحتم أن نعود!! ويخيل إلى هنا أن توما كان من هذا النوع العظيم من الرجال إذ أيقن الخطر، ورأى بطبيعته المتشائمة أن المسيح لن يعود حيًا من هذا الخطر، فإذا كان لابد فالأفضل أن يذهب التلاميذ جميعًا مع السيد : «فقال توما الذي يقال له التوأم للتلاميذ رفقائه : لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه» (يو 11 : 16).
وكانت الأزمة أيضًا أمتحانًا للأختين اللتين لم تتوقعا أن يتأخر السيد عنهما، أو عن معونة لعازر حتى ولو من على بعد، لكنهما مع ذلك لم يتبدد إيمانهما به وبحبه، قد يعتبان عليه التأخر، لكن الكارثة لا يمكن أن تبدل عاطفتهما من ناحيته، وستظل الأختان وفيتين للسيد على البعد أو القرب، في الحياة أو الموت على حد سواء!!
ولم تكن الأزمة امتحانًا حسب، بل هي الفرصة الأعظم، وإن تأجيلات الله، دائمًا لتؤكد أنه لا يوجد وقت متأخر بالنسبة له، وأن الأزمة تتصاعد، لكي تشكف عن قدرة أعظم وأجل وأمجد وأبهر، وصانع الزمن لا يمكن أن يفلت الزمن من بين يديه، وأن للسيد الرب في الموت مسالك ومخارج.
لعازر وقبره
لم يدخل المسيح القرية، بل سار إلى القبر خارج القرية، فالعادة أن القبور كانت تنحت في الصخر على مقربة من المدن أو القرى، وهناك التقى بمرثا ومريم ومن جاءوا ليعزوهما الذي خرجوا في أثرهما إلى القبر، ولعله من اللازم التوقف لنرى المسيح في موكب الموت أمام القبر : «فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح واضطرب وقال أين وضعتموه. قالوا له تعال وانظر بكى يسوع» (يو 11 : 33 - 35) والسؤال الذي اختلف الشراح عليه هو لماذا بكى المسيح، وهو يعلم تمام العلم أنه سيقيم لعازر بعد دقائق قليلة، ولعله من المناسب قبل كل شيء، أن نلاحظ أن الكلمة «انزعج» في الأصل اليوناني، ترينا شخصًا يهتز جسمه اهتزازًا قويًا من الانفعال الذي يحاول ضبط نفسه تجاهه، والكلمة بكى تختلف في الأصل هنا عن الكلمة «بكى على أورشليم» فهي هنا أدنى إلى الدموع دون صوت، أما عن أورشليم فهي البكاء الذي هو أقرب إلى الصراخ بصوت مسموع، فلماذا اهتز المسيح وتساقطت الدموع من عينيه هنا، هناك من يذهب إلى أن المسيح بكى لأنه سيرجع لعازر مرة أخرى إلى دار الشقاء، إلى درجة أن القديس يوحنا فم الذهب قال إن المسيح فرح عندما سمع أن لعازر مات، وبكى عندما جاء ليعيده إلى الحياة، وقالت القديسة تريزا إن لعازر توسل إلى سيده في السماء ألا يرجعه إلى الأرض بأي حال من الأحوال، ولكن السيد يدعوك إذ أن لك عملاً باقيًا في الأرض» وصمت لعازر هنيهة وخلع ثيابه النورانية، وعلق قيثارته ليعود مرة أخرى إلى دنيا المتاعب والآلام!! على أن آخرين ذكروا أن انزعاج المسيح وبكائه جاءا عن رؤية القبر، والموت من ورائه، والخطية من وراء الموت، والشيطان من وراء الكل، وهو يفزع لأنه يرى أحباءه جميعًا يجتازون هذا الوادي المخيف، وادي الموت، على أن الرأى الأبسط ولعله الأصح، هو أن المسيح في موكب الحزن - وقد أخذ ثوبنا البشري، وجاء محبًا عجيبًا - لابد أن تختلط دموعه بدموعنا، وأحزانه بأحزاننا بل بتعيير أدق وأصح، إن عليه أن يحمل أحزاننا وأوجاعنا، ولمن أصعب الأشياء التصور أنه لا يبالي بالألم الإنساني الرهيب، وعلى وجه الخصوص آلام اخوته وأحبائه، وإذا كان ألم البشر لم يجعله مستريحًا في عرشه السماوي - ان صح هذا التعبير - فإنه لا يستريح قط وهناك قلب مكسور ونفس باكية، وكما قال أحدهم : إن عاطفة المسيح تحولت دموعًا ظاهرة للإنسان ليكتشف كم هو عميق الإحساس والمحبة!! ولعل هذا يذكرنا بما قاله جبران خليل جبران : «إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحتها بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها في الشعور وتشاركها في الإحساس مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن وطنيهما، فالقلوب التي تدينها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا تفرقها بهجة الأفراح وبهرجتها فرابطة الحزن أقوى في النفوس من رابطة الغبطة والسرور، والحب الذي تغسله العيون بدموعها يظل طاهرًا وجميلاً وخالدًا، والمسيح في قصة لعازر لا يريد أن يبهرنا بعظمة القيامة، قبل أن يكشف لنا على نحو مبهر عظيم، على رقته في وادي الآلام والأحزان والتعاسات!!
لعازر وقيامته
كشفت قيامة لعازر من بين الأموات عن حقائق عجيبة أساسية، أولها أن القيامة ليست خيالاً أو وهمًا يراود الإنسانية، بل هي حقيقة مؤكدة كشف عنها لعازر بعودته بعد أربعة أيام من الموت، وقف القس يصلي أمام جثمان شاب راحل وهو يطلب العزاء للمحزونين قائلاً : «إننا نستودع حبيبنا بين يديك أيها الحبيب، وديعة منا لديك إلى يوم القيامة، إذ سوف نراه كما هو، وبعد أن ووري في القبر جاء أخوه باكيًا وهو يقول : «هل حقاً سنتقابل معًا وهل أعرفه ويعرفني أخبرني أيها القس فهذا آخر أمل لي».. وابتسم القس وربت على كتف الشقيق الحزين وقال : «أي سعادة لنا في هذه الحياة لو تبخر من قلوبنا هذا الأمل، وتسرب إلينا الشك في يوم اللقاء!.. ،إذ لاحظ تردد الشاب في قبول الفكر قال له : يحدثنا الكتاب المقدس عن حادثة غريبة مازالت موضع دراسة الكثيرين من علماء العالم وفلاسفته، وهي حادثة التجلي التي ظهر فيها مع المسيح موسى وإيليا، فلو أن موسى وإيليا لم يكونا بذواتهما كما كانا قبل مغادرتهما هذا العالم فكيف استطاع بطرس أن يقول : ياسيد جيد أن نكون ههنا، فلنصنع ثلاث مضال. لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة» (مرقس 9 : 5) ولو ذكر الكتاب حادثة التجلي دون أن يشير إلى من ظهر مع المسيح لفقدت الحادثة الكثير من قيمتها، ولما نما بين جنباتنا الأمل وبهجة الحياة الأخرى مع باقي المحبين في المسيح، إن الحياة الثانية ليست منفصلة عن هذه الحياة كما يظن الكثيرون، بل إنها في الحقيقة بداءة الآمال الحلوة التي يتعلق بها كل مؤمن يثق في وعود المسيح الصادقة!! وإذ امتلأت عينا الفتى بالدموع، استطرد الراعي يقول : ماذا عملت قيامة المسيح لنا : هل مات على الصلبي عبثًا أيها الباكي.. لقد شقت القيامة الحجاب الحاجز. وفتتت الصخور العاتية، ونشرت في كل مكان سلامًا لا يمكن أن يهبه العالم أبدًا! وسأل الفتى الراعى : «وهل قام المسيح كما كان قبل الموت والدفن، ولماذا لم تعرفه مريم عندما رأته؟ وقال الراعي وقد اطمأن إلى مقدرته على إقناع الفتى، باسمًا : «نعم لم تعرفه مريم في البداءة إذ ظنته حارس البستان، ولكن هل نسيت ظهور المسيح للتلاميذ، ألم يعرفه الجميع؟ وتوما الذي شك وإذا به يسمع كلام المسيح أن يمد يده ليلمس الجروح في يديه وجنبه، وعندما صعد إلى السماء ماذا قالت الملائكة للتلاميذ المندهشين؟ ألم تعلمهم بأن المسيح هذا الذي يرونه الآن صاعدًا إلى السماء سيأتي مرة أخرى كما رأوه صاعدًا؟!
كانت مرثا تؤمن بالقيامة في اليوم الأخير، ولكن المسيح أعطاها برهان هذا اليوم التليد العتيد حقيقة واضحة في قيامة أخيها من بين الأموات!! وقد كشف المسيح حقًا أنه القيامة والحياة، وليس مجرد كلمات تلقي لتذهب أدراج الرياح، بل الحقيقة التي تقع على مشهد من جميع الذين حضروا مع مريم ومرثا والتلاميذ في ذلك اليوم العظيم!!
وأظنه مودي الذي قال إن المسيح وهو ينادي : لعازر هلم خارجًا، لو لم يحدد الأسم لعازر لخرج جميع الموتى من القبور إلى عالم الأحياء!! ولكن ذلك له موعد آخر، لكن قيامة لعازر تعطي الصورة لتلك القيامة العتيدة، أن المسيح وحده الذي أقام الموتى، هو هو الذي سيقيم بكلمة واحدة في يوم القيامة جميع الموتى حين يسمع جميع الذين في القبور صوته فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين فعلوا السيئات إلى قيامة الدينونة!! (يو 5 : 28 و29).
على أنه من العجيب أن قيامة لعازر، كيوم القيامة الأخير، وضعت فاصلا بين المؤمن وغير المؤمن، فبعض اليهود أمام هذه الآية آمنوا بالسيد، لكن البعض الآخر، بلغ من الحماقة والعناد والشر، حدًا فضلوا معه الموت على الحياة، فقرروا القضاء على المسيح واهب الحياة ووضعوا تخطيطهم لسلب الحياة من مانح الحياة، وأضحت قيامة لعازر نقطة التحول الهامة في منعطف الطريق، إذ قرر قيافا : «أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها. ولم يقل هذا من نفسه بل إذ كان رئيسًا للكهنة في تلك السنة تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة، وليس عن الأمة فقط بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد» (يو 11 : 50 - 52) فإذا كان الكثيرون إلى اليوم مازالوا يشغلون أنفسهم بالسؤال ماذا رأى لعازر خلال الأربعة الأيام في السماء، وكيف سارت حياته بعد ذلك في الأرض، فإن الجواب من الصعب تقريره وتحديده، وذلك لأن بولس عندما صعد إلى السماء، وهو لا يعلم إن كان ذلك في الجسد أم خارج الجسد، عندما اختطف إلى الفردوس، سجل : «وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها» (2كو 12 : 4) فإذا صح أن بولس يعجز بهذا الوصف عن الحديث أو البيان، فإن لعازر لا يقل عنه عجزًا وضعًا، فإذا أمكن للطفل الصغير أن يتحدث عن النظرية النسبية لاينشتين، أو لبدوي خرج على التو من الصحراء، أن يصف أعقد العقول الألكترونية، يجوز للإنسان بالبيان البشري أن يتحدث عن أمجاد السماء!! جاء في تقليد قديم أن طبيبًا عربيًا التقى بعد خمسة وثلاثين عامًا بلعازر، وكتب عن هذا اللقاء، ليصف لنا رجلاً يعيش بقدميه على الأرض، ولكن أحلامه وأفكاره تعيش في مكان آخر في السماء، وهو أدنى إلى براءة الطفل، ووضاءة الوجه الملائكي!! وقد يصح هذا التقليد أو لا يصح، ولكن الحقيقة على أي حال كانت حلمًا خاطفًا للعازر عاش يذكره ويواجه به الحياة فترة لا نعلم قصرت أم طالت حتى عاد مرة أخرى إلى سيده وفاديه مع القديسين في السماء
إقرأ المزيد Résuméabuiyad

 

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

أرشيف المدونة الإلكترونية